«الحضرة».. من المساجد والأفراح إلى المسارح | جريدة اخر الاسبوع

«الحضرة».. من المساجد والأفراح إلى المسارح

كتب / زهير دنقير ـ تونس الخضراء
على ركح : عرض زارتنا البركة لحضرة دارشعبان الفهري بقيادة الشيخ عبد القادر الشعبان
بعد أن اعتلى ركحه لأول مرّة بمسرح الهواء الطلق نابل الشيخ عبد القادر الشبعان صافح جمهور المسرح بنابل ليلة الجمعة 29 جوان، بعرض جديد ” زرتنا البركة “،
لقاء سلّم فيه الشبعان الجمهور الذي لبى دعوتها بأعداد غفيرة.
على تمام الساعة العاشرة مساءً أنيرت أضواء ركح نابل لتكشف عن ديكور موزع بإحكام على خشبة المسرح،
ليطل عبد القادر الشعبان
فرقته «الحضرة»، و المكونة من مجموعة من شباب المنشدين والمبتهلين الذين يقدمون حالة روحانية من الابتهالات والذكر والمديح، هي المجددة للإنشاد الديني في نابل ، والذي إعتدنا علي الصورة المحددة العدد في سماعه ، لتكون بذلك أول فرقة إنشاد ديني جماعي في الفترة الأخيرة بدار شعبان الفهري بهذا الطموح و العدد .


………………………………………………………….
لا يقف نشاط فرقة الحضرة على الإنشاد فقط ، بل يمتد لأكثر من ذلك ،فهم مجموعة من الشباب التواقين إلى نشر الخير ، وبث الكلمة الطيبة، يعملون ابتغاء مرضاة الله تعالى ويسخرونا طاقاتهم وحناجرهم الذهبية من أجل التذكير بالآخرة والحث على التقوى.
وفى لقاء لـنا مع أعضاء فرقة «الحضرة» قال عبد القادر الشبعان مؤسس الفرقة أنه فكر فى تأسيسها لسببين: الأول استشعاري أن الذكر ألجهري شئ عظيم وله أثر بالغ علي صفاء الأرواح ،وأتمنى أن يشعر الشباب البعدين عن الدين ما اشعر به من راحة وسكينة ، ولذلك حاولت جاهدا أن انقل علي الحالة الروحية للحضرة إلي المسرح خاصة بعد إن تعرضت بلادنا في الآونة الأخيرة لتشوية في الدين ولانتشار أفكار متطرفة، جعلت شريحة كبيرة من الشباب يبتعدوا عن الدين و يبحثون عن بدائل روحانية أخرى ليست من ثقافتنا مثل الراب و غيره من الموسيقى المزعجة ، وأحب أن أوضح أنني لست ضد اي ثقافة ولا أي ديانة إنما ذكرت فقط للتوضيح إن السبب يكمن في عدم تسليط الضوء علي الجوهر الروحي للدين وهو الحب وليس التنفير والترويع.
والسبب الثاني هو اهتمامي بتراث تونس ، خاصة وانه تراث عظيم وكبير ولكننا لا نهتم به كما يجب .
وعن علاقته بالصوفية أوضح فكرت في إنشاء مجموعة صوفية بها عدد كبير من المداحين والذاكرين لنعرضها بالمسرح للشباب المحروم من جمال الذكر الجهري في الحضرة والمدائح النبوية .
وبدأت في تجميع أعضاء الفرقة وكان معي بالفريق لفيف من الموسيقيين من أولاد الطرق الصوفية ، وبدأنا بروفات وعرضت عليهم موضوع ومشروع المجموعة وانضم إلينا لطفي الشبعان مطرب .


و تستخدم الفرقة التي تتكون من 40 منشدا من الشباب، آلات موسيقية حديثة الباتري والكمان و الاورغ والكولة , التي تشبه الناي , والدفوف ، والآن أضفنا آلة الكمان، وبما إننا ننقل التراث ركزنا أن تكون هذه هي الآلات الموجودة ، وكذلك الزى فالجبة البلدي ، ومحافظة علي الهوية التونسية نرتديها بالتفصيلة البلدي إما بخصوص العمامة فلأنها أيضا تقليد تراثي وله اثر كبير في الطاقة ولونها الأحمر أو الأخضر نسبة لعمامة سيدي رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم أجمعين , أما بخصوص لون الجلابية فهو ابيض للصفاء وهي أعلى المراتب , مرتبة الإحسان ويشعر من يراه بالراحة ويرمز الأبيض للصفاء والنقاء و الجبة البنية المعروفة و المنتشرة أغلبها بالفرق الصوفية بالجمهورية التونسية.
وعن كيفية اختيار القصائد يقول مؤسس الفرقة، أننا نختار مجموعة من الأناشيد والقصائد والمدائح أولا من القصائد التراثية وثانيا من بطانات المشايخ القدامى .


ثالثا: مدائح وقصائد سادتنا الصوفية المعاصرين.
رابعا: كلمات كبار الصوفية العارفين, وتبقي الألحان في الإطار التونسي المعاصر أو التراثي أو شكل موسيقي العربية.
وعن تفسير الإقبال الكبير من الشباب على حفلات الفرقة والتجاوب مع الأناشيد ، يقول الشبعان إن الأناشيد والمديح له اثر مريح علي الروح وهذه لا محالة بركة ذكر الله ومديح سيد الخلق أجمعين فمن يأتي مرة في المرة القادمة يأتي ومعه أصدقاؤه وأهله، واعتقد الإقبال أيضا لحاجتهم لشحن أرواحهم بالذكر والمديح ،وقد شاركت فرقت الحضرة في إحياء أحد الموالد وكذا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
التأصيل الشرعي للحضرة


ويوضح أحد المشايخ من الحاضرين إن مفهوم الحضرة ، فيقول أنها حضور القلب مع الله ، وهي الركن الهام في طريق القوم ، وهذا الركن هوا لاجتماع على ذكر الله عز وجل. وهي لفظ اصطلح عليه أهل التصوف.
ومعنى الحضرة : حضور القلب مع الله تعالى وقد سماها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (حلق الذكر ) وسماها أيضا ( مجالس الذكر ) .
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا ) قَالُوا : وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : ((حِلَقُ الذِّكْرِ )) .
كما أعرب عن سعادته لحضوره و دور الفرقة لنشر و توصيل الخير للعالمين ومن باب التعاون على الخير و فعل الخير ابتغاء وجه الله رب العالمين. فالفرقة ولله الحمد بإنشادها تصل لجميع أطياف و طبقات المجتمع.
مختلف الأعمار والثقافات


يقول مراد باك براهم من منشدي الفرقة إنني مهتم بالموسيقى الصوفية من فترة طويلة، ولذلك تحمست لفكرة الحضرة مع صديقي عبد القادر، ولا يشترط إن يكون منشدي الحضرة منضمين لطرق صوفية .
كما يقول المطرب لطفي شبعان من منشدي الفرقة، أن جمهور الحضرة ليس من الشباب فقط وإنما من مختلف الأعمار والثقافات والطبقات الاجتماعية ، فنحن نريد نقل حالة الحضرة والذكر المنتشرة في الأفراح والموالد في مختلف الولايات إلى المسارح ،وأضاف انه لا يوجد مواسم محددة لشغل الفرقة، في كل شهر نقوم تقريبا بعمل 3 أو 4 حفلات، ولكنها تزيد بشكل ملحوظ في رمضان .

اترك رد
مصر الطقس من أخر الأسبوع