عاجل !
- وزير التعليم العالي يرأس اجتماع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية
- الثانوية العامة ما بين الطالب وولى الأمر
- نائب محافظ البحيرة تستقبل مساعد وزير البيئة بالبحيرة
- برئاسة السكرتير العام للمحافظة …
- أساتذة الهيئة القومية للاستشعار من البُعد يشاركون في الملتقى العلمي الأول حول “التكنولوجيا الفضائية وخدمة المجتمع”
- الأزهر يُطالب بمحاكمةٍ عاجلةٍ لجرائم الاحتلال الصهيوني في غزة
- تجربة إخلاء ناجحة بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة عين شمس
- ورشة عمل لأطفال مركز رعاية الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة بجامعة عين شمس وأسرهم لنشر الوعي الآثري
- افلام روائية قصيرة وتسجيلية فى نادي سينما أوبرا الاسكندرية
- خالد جلال يشهد عرض المونودراما “ودارت الأيام” بالهناجر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية والإسلامية أن القائد الفاتح عقبة بن نافع رضي الله عنه، كان مثالا في العبادة والأخلاق والورع والشجاعة والحزم، والعقلية العسكرية الاستراتيجية الفذة، والقدرة الفائقة على القيادة بورع وإيمان وتقوى وتوكل تام على الله عز وجل فأحبه رجاله وأحبه أمراء المؤمنين، وكان مستجاب الدعوة، مظفر الراية، فلم يُهزم في معركة قط، وقد طبق في حروبه أحدث الأساليب العسكرية والجديدة في تكتيكات القتال، مثل مبدأ المباغتة، وتحشيد القوات، وإقامة الحاميات، وتأمين خطوط المواصلات، واستخدام سلاح الاستطلاع، وكان عقبة بن نافع يعرف المنطقة معرفة جيدة، فقد عاش وقاتل وتنقل وقاد البعوث، واتصل بالناس، الأصدقاء منهم والخصوم، كان يدرك أن القتال في شمال إفريقية.
لا يمكن أن يعتمد على قاعدة أساسها مصر أو حتى برقة، إذ تصبح عندها خطوط المواصلات طويلة، ويتعذر على عقبة أو غيره من القواد أن يزودوا بحاجاتهم من الرجال والمال والمؤن، وأدرك عقبة بثاقب نظره أن قاعدة القتال يجب أن تنقل إلى الأراضي الإفريقية، لكن عقبة كان يعرف أن الدولة الإسلامية الجديدة لم تكن دولة بحرية بالدرجة الأولى مع أن المسلمين هزموا الروم بحريا في موقعة ذات الصواري قبل بناء القيروان، لكن مع ذلك كان الروم وهم أصحاب أسطول كبير يستطيعون دوما إزعاج البحرية الإسلامية، ومن هنا نجد عقبة بن نافع يختار مدينة القيروان ليقيم فيه قاعدة حربية وفق الشروط التخطيطية التي ذكرناها، ثم يقوم عقبة بتمصير هذه المدينة العظيمة التي لا تزال قائمة إلى الآن.
أقرأ ايضآ في أخر الأسبوع
وهكذا كانت مرحلة الفتح صراعا كبيرا بين الأنا المحلي والآخر الوافد، وكذلك بين التيارات النافذة في البلاد الأموية، ونعود إلى عقبه وهو في طريق العودة عندما وصل إلى طنجة، أمر الجيش أن يفترق، وبقي معه ثلاثمئة رجل من جنوده، فمال بهم إلى مدينة تهوذة، وكانت هناك مكيدة لعقبة وأصحابه، حيث تمت مهاجمتهم، فاقتتل الفريقان إلى أن استشهِد عقبة وكل من كانوا معه، وذلك في العام الثالث والستين من الهجرة، وقد سمي المكان الذي استشهد فيه باسمه وهو إلى الآن يُعرف بسيدي عقبة، وقد ترك لنا عقبه بن نافع مدينته، والتى تعرف باسم رابعة الثلاث، أي المدينة الرابعة بالأهمية الإسلامية بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف، وهي إحدى المدن التونسية.
وقد استمدت المدينة أهميتها الكبيرة من الدور الاستراتيجي الذي أدته في الفتوحات الإسلامية، حيث كانت نقطة انطلاق للحملات المتوجهة للفتح باتجاه الجزائر والمغرب وإسبانيا وأفريقيا، كما أنها تحتضن أجساد عدد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفاتهم في ثراها، وهكذا فإن الله عز وجل قد نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه تعالي لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر عز وجل في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم، فوجد قلوب أصحابه الكرام خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ، ولو ذهبنا نسرد مواقفهم التي نصروا فيها الدين.
وأعمالهم التي استحقوا بها الرفعة والمنزلة العالية، لما كفتنا المجلدات الطوال فقد كانت حياتهم كلها في سبيل الله تعالى وأي قرطاس يسع حياة المئات من الصحابة الذين ملؤوا الدنيا بالخير والصلاح.