الدكروري يكتب عن فتوحات هشام بن عبد الملك | جريدة اخر الاسبوع

الدكروري يكتب عن فتوحات هشام بن عبد الملك

بقلم / محمــــد الدكـــروري
لقد اختلف المؤرخون في سبب خروج زيد بن علي بن الحسين بن الإمام علي رضي الله عنهم آل البيت، علي الخليفة هشام بن عبد الملك، فمنهم من يقول أن الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك احتقره في مجلس له ومنهم من يقول إنه خرج بسبب ظلم يوسف بن عمر الثقفي، بعد أن ألح أهل الكوفة عليه أن يخرج وقد نصحه الكثيرون بعدم الخروج مذكرينه بما حدث لأجداده لكنه أبى إلا الخروج، ولما بلغ خبره يوسف بن عمر وهو بالحيرة تهيأ له، فلما ظفر به يوسف قتله وكان ذلك سنة مائه واثنين وعشرين من الهجره، وكان ذلك بعد أن توقفت الفتوح في أوروبا قليلا في عهد عمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك تقدم العرب لإستكمال فتوحاته بقيادة عبد الرحمن الغافقي الذي ألحق هزائم كبيرة بالنصارى الإفرنج.

وتابع عبد الرحمن انتصاراته إلى أن وصل إلى بواتييه، وهناك اصطدم بشارل مارتل وحدثت معركة بلاط الشهداء التي انهزم فيها المسلمون، والتي استشهد فيها عبد الرحمن لتكون بذلك آخر الحملات الإسلامية لفتح أوروبا الغربية، وعندما وصل الخبر إلى هشام بن عبد الملك بهزيمة العساكر الأموية بالمغرب، استنهض عبيد الله بن الحبحاب وكتب إليه يستقدمه وولاه على أفريقية سنة مائه وثلاثه وعشرين من الهجره، كلثوم بن عياض القشيري وعلى مقدمته بلج بن بشر القشيري، فأساء إلى أهل القيروان فشكوا إلى حبيب بن أبي عبيدة وهو بتلمسان مواقف للبربر، فكتب الخليفه هشام بن عبد الملك إلى كلثوم بن عياض ينهاه ويتهدده، فاعتذر وأغضى له عنها ثم سار واستخلف على القيروان عبد الرحمن بن عقبة.

ومر على طريق سبيبة وانتهى إلى تلمسان ولقي حبيب بن أبي عبيدة واقتتلا ثم اتفقا ورجعا معا وزحف البربر إليهم على وادي طنجة وهو وادي سوا، فانهزم بلج في الطلائع وانتهوا إلى كلثوم فانكشف واشتد القتال، وقتل كلثوم وحبيب بن أبي عبيدة وكثير من الجند، وتحيز أهل الشام إلى سبتة مع بلج بن بشر، فحاصرهم البربر وأرسلوا إلى عبد الملك بن قطن الفهري أمير الأندلس في أن يجيزوا إليه فأجابهم إلى ذلك بشرط أن يقيموا سنة واحدة، وأخذ رهنهم على ذلك وانقضت السنة وطالبهم بالشرط فقتلوه وملك بلج الأندلس، وكانت أهم انجازات الخليفه هشام بن عبد الملك، أنه أعاد الجراح بن عبد الله الحكمي لولاية بلاد ما وراء النهر وأقره عليها بعد ما كثرت الاضطرابات عام مائه واحدى عشر من الهجره.

فتصدى الجراح للخارجين عن دولة الخلافة من الترك والخزريين وغيرهم، وحارب في معركة حامية الوطيس في بلاد داغستان حيث حاربهم عند مضيق الدربند وهو باب الأبواب، واستدرجهم إلى صحراء ورثان، وصمد فيها الجراح مع أصحابه وأدت في النهاية إلى استشهاده، وعندما وصل الخبر إلى الخليفة بمقتله واستشهاده، وقد أمر بتسيير جيش بقيادة سعيد بن عمرو الحرشي وأرسل إلى الأمراء الأجناد بمساندة هذا الجيش وأناط بأخيه مسلمة بن عبد الملك قيادة هذا الجيش، وكان في هذا الجيش آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد، وكان من كبار المجاهدين، فما إن وصل هذا الجيش إلى هناك حتى دك قلاع الخزريين واللان والأتراك وغيرهم، وضم البلاد إلى دار الخلافة الإسلامية.

مصر الطقس من أخر الأسبوع