« ملحمة شدوان » والعيد القومي لمحافظة البحر الأحمر | جريدة اخر الاسبوع

« ملحمة شدوان » والعيد القومي لمحافظة البحر الأحمر

البحر الأحمر : حنان عبدالله

تحتفل محافظة البحر الأحمر يوم 22يناير من كل عام بالعيد القومى للمحافظة الذى يعد ذلك اليوم ذكرى “معركة شدوان” 22 يناير سنة 1970

 

حيث شهدت جزيرة شدوان ملحمة شعبية أثناء حرب الإستنزاف حيث شارك أبناء المحافظة قواتهم المسلحة في دحر العدوان الغاشم على الجزيرة وتمثل ذلك في إمداد ومعاونة القوات المسلحة بكافة الوسائل والوسائط البحرية …

 

وهي أهم العمليات التى قام بها العدو في شهر يناير 1970، وشدوان عبارة عن جزيرة صخرية منعزلة لا تزيد مساحتها على 70 كيلو متر وتقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وعليها فنا لإرشاد السفن وهي تبعد عن الغردقة 35 كيلو متر وعن السويس 325 كيلو متر، وتؤمنها سرية من الصاعقة المصرية، ورادار بحري.

 

قامت قوات العدو بهجوم ضخم على الجزيرة ليلة الخميس 21/22 يناير شملت الإبرار الجوي والبحري والقصف الجوي الذى أستمر لعدة ساعات على الجزيرة وضد بعض موانئ البحر الأحمر التى يحتمل أن تقدم المعونة لقواتنا وقد أستمر القتال لمدة 6 ساعات كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وسرية الصاعقة المصرية.

 

وقد تمكن العدو بواسطة قواته الجوية من إصابة أحد القوارب المصرية في الجزيرة وبالرغم من الدعاية الضخمة التى آثارها العدو –كعادته- بعد هذه العملية الا أنه لم يستطع إخفاء حقيقة الخسائر الجسيمة التى تعرض لها ولكنه لم يعترف الا بعشرة فقط بين قتلى وجرحى.

 

وقالت وكالات الأنباء وقتها أن من بين القتلى الإسرائيليين ضابطين هما الملازم إسحاق كوهين (24 عام)، والملازم الإسرائيلي اسرائيل بارليف لكنه لم يُعرف إذا كان بارليف هذا قريب للجنرال حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلي وصاحب الخط الشهير الذى عُرف بأسمه، وقالت وكالات الأنباء في حينها أن بقية أسماء القتلى لم تُعرف.

 وفي الثامنة والربع من صباح 33 يناير صدر بيان عسكري مصري قال أن “العدو بدأ في الساعة الخامسة صباحا هجوما جويا مركزا على جزيرة شدوان .. وقد تصدت وسائل دفاعنا الجوي لطائراته وأسقطت طائرة منها شوهد قائدها يهبط بالمظلة في البحر ومازال الإشتباك مستمرا حتى ساعة صدور هذا البيان”.

 

وقد هاجم العدو بواسطة قواته الجوية، المكونة من طائرات الفانتوم وسكاي هوك الأمريكية الصنع، بعض قواربنا التى كانت تتصدى له في المنطقة واصاب واحدا منها الا ان وسائل دفاعنا الجوي اسقطت له طائرة آخرى، وقد خاضت القوات المصرية المعركة ببسالة وأنزلت بالقوات المهاجمة خسائر جسيمة في الأفراد لا تقل عن ثلاثين بين قتيل وجريح وتمكنت وسائل الدفاع الجوي المصرية من إسقاط طائرتين للعدو إحداهما من طراز “ميراج” والثانية من طراز “سكاي هوك”.

 

وبعد قتال عنيف ومرير أستمر 36 ساعة كاملة خاضته ببسالة قوة مصرية صغيرة أدت إلى هزيمة العدو وإنسحاب جميع القوات الإسرائيلية من الجزيرة بعد فقدانها طائرتان مقاتلتان من طراز ” ميراج ” و “سكاى هوك ” وعدد كبير من الجنود والضباط،

 

سبب تسمية ” جزيرة شدوان ” بهذا الإسم :

 

يرجع إلى أن البحارة كانو يعبرون خليج السويس عند أضيق مكان لتقليل خطر الأمواج العالية التى تشتهر بها هذه المنطقة وخصوصا فى حالة هبوب الرياح، فكانو يأتون من “راس محمد” ويتجهون شمالا إلى أن يصلو نقطة العبور فى “شعب على” ثم يعبرون الخليج حتى جزيرة “جوبال” على الجانب الآخر ومن ثم باقى جزر المنطقة.

 أما فى فى حالة الجو الهادىء وقلة الرياح فكانوا يعبرون مضطرين من “رأس محمد” إلى جزيرة شدوان مباشرة فى هذا الجو الخالى من الهواء الذى لا يحرك أشرعة مراكبهم وتتحكم فيهم التيارات البحرية، وبما أن جزيرة شدوان بعيدة إلى حدا ما عن باقى مجموعة جزر الجوبل فما زال أمامهم الكثير فى الوصول إليها، فعندما يصلون الجزيرة كانو يقولون (مسكنا القليل) أو يقولون كلمة “شدوان” التى تنقسم إلى قسمين “شدو” وهى تعنى (الجزء القليل من الشىء الكثير)، وكلمة “وان” تعنى هبوب النسيم الضعيف كما ورد فى لسان العرب، والبحارة هنا يقصدون بهذه التسمية أن هبوب النسيم الضعيف إضطرهم إلى التوجة بعيدا إلى هذه الجزيرة المنفردة، وأمامهم الكثير للوصل إلى هدفهم وهى مجموعة جزر الجوبل لذلك سميت ….. “شدوان”.

مصر الطقس من أخر الأسبوع