رحيل الثقة أصعب من رحيل الأشخاص | جريدة اخر الاسبوع

رحيل الثقة أصعب من رحيل الأشخاص

 /حنان أمين سيف

الثقة عبارة عن علاقة تربط بين إثنين، بحيث لا يشك الشخص بنوايا وأخلاق الشخص الآخر، وهي توقع النوايا الجيدة بناء على معرفة الشخص بالطرف الآخر، وهي أمر مؤجل بحيث أن نتائجها ستظهر فيما بعد، وقد إهتم علم النفس بتعريف الثقة، حيث إنه عرفها على أنها مدى تصديق الشخص وإيمانه بالشخص الآخر، وفي حال تم حدوث فشل في الثقة بين الأشخاص بناء على عدم مقدرة فهذا لن يزعزعها بعكس ما يتم بسبب قلة الأمانة أو عدم المصداقية، والثقة ليست بالشىء المادي الذي يمكن قياسه بل هي تقاس مع الزمن والمواقف والتصرفات، والثقة معنى أخلاقى .

الثقة بالشخص تعتمد على مدى إستحقاقه لهذه الثقة بناء على عدة معايير يضعها الواثق، وإن خالف الشخص هذه المعايير فلا يمكن الوثوق به، وبأنه يجب على أحد الأطراف أن يبادر بثقته بالطرف الآخر وتجربته حتى يزرع الثقة بين الطرفين وتصبح متبادلة، وهنالك فترة زمنية بين تصرف الثقة ونتيجته، بحيث أنه ليس أمراً لحظيا وسريعا.

الثقة بين الزوجين تعني الإطمئنان، وهذا الشعور يعتبر أساس الحب والإحترام العميق بين الطرفين.
الثقة أيضا تعني الصدق، وهو من أهم أركان بناء الحياة الزوجية السليمة.
الثقة بمفهومها الواسع، عكس الكذب، وهو الذي يدمر ويهدم هذه العلاقة بين الزوجين.

تعتبر الثقة هي مفتاح الأمان في العلاقة الزوجية، كما يعتبر الشعور بالثقة والأمان وجهان لعملة واحدة، حيث إذا شعر الزوجين بالثقة تجاه بعضهم البعض، يأتي الشعور بالأمان في قلوبهم بشكل تلقائي، وتلك الثقة هي ما تجعل العلاقة متينة وصلبة، وتأثير تلك الثقة على علاقة الطرفين مثل مفعول السحر.

فى بعض الأحيان يضطر أحد الزوجين للكذب للحفاظ على مشاعر شريك حياته وعدم إثاره الغيرة والمشاكل ويعد الكذب من المحظورات فى العلاقات الزوجية لإنه يزعزع الثقة المتبادلة إذا ما عرف الطرف الأخر الحقيقة المؤلمة . لذا من الضرورى أن يتحلى الأزواج بالصدق وأن يحرصوا على قول الحقيقة دائما. فإخفاء الحقيقة لا يقل صعوبة عن المصارحة ومن يخفى يكون تحت ضغط عصبي .حيث يتعين عليه حفظ تفاصيل كذبته بإستمرار.فمن السهل فقدان الثقة فى الطرف الآخر ولكن يصعب إعادة بناء هذه الثقة مرة أخرى.

أبرز الأمور التي تهز الثقة بين الزوجين والتي يجب الحرص على تفاديها.

الكذب المتكرر/إفشاء الأسرار والخلافات /الخيانة / الغيرة الشديدة والشك /

عند إهتزاز الثقة بين الزوجين ويتم تدميرها فإنه من الصعب وأحياناً من المستحيل ترميمها. التوازن في الثقة أمر هام ومطلوب، وإذا كانت فقدان الثقة بين الزوجين يهدد الحياة الزوجية ويحولها إلى جحيم، فإن الإفراط في الثقة أيضاً له مضاره الوخيمة، فالتوازن أمر مطلوب ، والمصارحة تدفع إلى مزيد من الثقة التي هي دعامة البناء في الحياة الزوجية وعلى كل من الطرفين أن يكون موضوعياً في تعامله مع الآخر، وأن يتحمل المسؤولية الكاملة عن تصرفاته، ولا يحاول إلقاء اللوم على الآخر، ومن الضروري جداً الإعتراف بالخطأ وتخصيص وقت للحوار مع شريك الحياة.

الصراحة بين الزوجين تكسر الحواجز وتزيل الشك وتخلق الثقة، وهي أساس الحياة الزوجية الهادئة، ولأن الآراء كلها اجتمعت على أن الصراحة هي قوام الحياة الزوجية السليمة، وأنه لا غنى عنها بأي شكل من الأشكال، فإنها ضرورية لإيجاد التفاهم وخلق المودة.

اترك رد
مصر الطقس من أخر الأسبوع