واشنطن تحمّل إسرائيل مسئولية غارة استهدفت موقعاً للحشد الشعبى العراقى فى سوريا | جريدة اخر الاسبوع

واشنطن تحمّل إسرائيل مسئولية غارة استهدفت موقعاً للحشد الشعبى العراقى فى سوريا

كتب/ أيمن بحر
عناصر من قوات سوريا الديموقراطية وجنود اميركيون فى حقل نفطى إستعداد لشن هجوم ضد الجهاديين قرب البوكمال فى محافظة دير الزور بشرق سوريا.
أعلنت قوات الحشد الشعبى العراقى أن التحالف الدولى بقيادة واشنطن شنّ ليلاً غارة جوية على موقع لها فى منطقة حدودية فى شرق سوريا مما اسفر عن مقتل 22 من عناصرها، فى إتهام نفاه التحالف بينما قال مسئول أميركى أن واشنطن تعتقد أن “الضربة إسرائيلية”.
وأتت هذه التطورات بعد ساعات من إعلان دمشق أن التحالف الدولى إستهدف أحد مواقعها العسكرية فى بلدة الهرى فى محافظة دير الزور والمحاذية للحدود العراقية، الأمر الذى نفاه كل من التحالف الدولى والبنتاغون.
وفي واشنطن أعلن مسئول أميركى لوكالة فرانس برس أن الولايات المتحدة “لديها أسباب تدفعها للإعتقاد” بأن إسرائيل هى التى شنت الغارة، وقال المسئول طالباً عدم نشر إسمه “لدينا أسباب تدفعنا للاعتقاد بأنها ضربة اسرائيلية”.
من جهته أحصى المرصد السورى لحقوق الإنسان مقتل “52 بينهم 30 مقاتلاً عراقياً على الأقل و16 من الجنسية السورية” بينهم عناصر من الجيش والمجموعات الموالية له، وأفاد أن الضربة بين “الأكثر دموية” ضد دمشق وحلفائها، من دون أن يتمكن من تحديد هوية الطائرات التى نفذتها.
وفى وقت لاحق، قالت قيادة الحشد الشعبى فى بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان “طائرة أميركية ضربت مقراً ثابتاً لقطعات الحشد الشعبى من لوائى 45 و 46 المدافعة عن الشريط الحدودى مع سوريا بصاروخين مسيرين، مما ادى الى إستشهاد 22 مقاتلاًً واصابة 12 بجروح”.
وينتشر مقاتلو الحشد الشعبى، وفق البيان، على الشريط الحدودى بين العراق وسوريا منذ إنتهاء العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية وحتى الآن وذلك “بعلم الحكومة السورية والعمليات المشتركة العراقية”، ويتخذون مقراً شمال البوكمال.
ويشارك مقاتلون عراقيون ينتمى بعضهم الى الحشد الشعبى منذ سنوات الى جانب القوات الحكومية السورية ولعبوا دوراً بارزاً فى المعارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية فى محافظة دير الزور.
وقال مصدر عسكرى فى دير الزورإن الضربة الجوية طالت “مواقع مشتركة سورية عراقية” فى منطقة الهرى.
لكن الحكومة العراقية أصدرت بياناً نأت فيه بنفسها عن القوات المستهدفة بالضربة، مؤكدة فى الوقت نفسه إدانتها لها.
وقالت الحكومة في بيان “إننا في الوقت الذى نأسف فيه لما حصل لقوات أمنية داخل الأراضى السورية بعد قصف مقرها الذى يقع جنوب البوكمال منطقة (الهرى) وهو عبارة عن غابات وعمارات سكنية، حيث تبعد هذه القطعات 1500 كلم عن الحدود العراقية داخل الاراضى السورية، نؤكد أننا لسنا على إتصال معهم ولم يكن هناك تنسيق بين قواتنا الامنية وهذه القطعات”، وأضاف البيان إن “قيادة العمليات المشتركة ترحّب بأى جهود تقوم بها القطعات داخل الاراضى السورية من خلال تصديها لعصابات داعش الإرهابية وإبعاد الخطر عن الحدود المشتركة بين العراق وسوريا، كما إننا ندين عملية الإعتداء على هذه القطعات”.
وكانت دمشق إتهمت من جهتها التحالف الدولى بشن الضربة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكرى أن “التحالف الأميركى إعتدى على أحد مواقعنا العسكرية” فى بلدة الهرى”مما أدى الى إرتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين بجروح” من دون ان تحدد الحصيلة.
فى المقابل، أكد المكتب الإعلامى للتحالف الدولى فى رسالة عبر البريد الإلكترونى رداً على سؤال لفرانس برس أنه “لم تكن هناك غارات للولايات المتحدة أو قوات التحالف فى هذه المنطقة”.
وكتب المتحدث بإسم التحالف شون رايان فى تغريدة على تويتر “لم يشن التحالف غارات قرب البوكمال فى غرب الفرات” مشدداً على أن “التحالف وقوات سوريا الديموقراطية يركزون على هزيمة داعش فى شرق الفرات”.
وفى وقت لاحق، قال المتحدث باسم البنتاغون اريك باهون “لم تشن الولايات المتحدة أو التحالف الضربة”.
وتُشكل محافظة دير الزور مثالاً على تعقيدات النزاع السورى، إذ تشهد عمليات عسكرية لأطراف عدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، كما تحلق فى أجوائها طائرات لقوى متنوعة تدعم العمليات العسكرية ضد الجهاديين.
ويسيطر مقاتلون موالون للنظام على بلدة الهرى الواقعة جنوب خط فض الإشتباك الذى قررته موسكو وواشنطن تفادياً للتصعيد بين الطرفين والقوات المدعومة من قبلهما المنتشرة على طرفى نهر الفرات.
وفى 24 أيار/مايو الماضى، قتل 12 مسلحاً موالياً للنظام، وفق حصيلة للمرصد، فى ضربات جوية جنوب البوكمال، وإتهمت دمشق التحالف الدولى بتنفيذها، الأمر الذى نفته وزارة الدفاع الأميركية حينها.
ويسيطر الجيش السورى ومقاتلون من جنسيات إيرانية وعراقية وأفغان ومن حزب الله اللبنانى على الضفة الغربية للفرات الذى يقسم محافظة دير الزور الى جزأين، وتعرضت مواقع الجيش وحلفائه جنوب مدينة البوكمال خلال الأسابيع الماضية لهجمات عدة شنها التنظيم المتطرف إنطلاقاً من نقاط تحصنه فى البادية.
ويدعم التحالف الدولى قوات سوريا الديموقراطية (فصائل كردية وعربية) فى معاركها ضد التنظيم المتطرف الذى تحاول طرده من آخر جيب يسيطر عليه شرق نهر الفرات.
وبالإضافة الى الطائرات الروسية والسورية وتلك التابعة للتحالف، تشن القوات العراقية بين الحين والآخر ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية فى محافظة دير الزور.
وخسر التنظيم الجزء الأكبر من محافظة دير الزور فى عام 2017، بعد هجومين منفصلين، الأول قاده الجيش السورى بدعم روسى عند الضفة الغربية لنهر الفرات، والثانى شنته قوات سوريا الديموقراطية بدعم أميركى شرق النهر.
وشنّ التحالف الدولى ضربات عدة ضد قوات النظام فى المنطقة، وفى شباط/فبراير الماضى، أعلنت القيادة المركزية للقوات الأميركية مقتل نحو مائة عنصر من القوات الموالية للنظام، بينهم روس، فى ضربات شنها التحالف الدولى فى شرق دير الزور.
وفى إطار المعارك المستمرة ضد آخر جيوب التنظيم المتطرف، وسعت قوات سوريا الديموقراطية نطاق عملياتها العسكرية مؤخراً لتشمل ريف الحسكة الجنوبى المحاذى لدير الزور.
وسيطرت تلك القوات على بلدة الدشيشة التى كانت تعد معقلاً للتنظيم المتطرف فى محافظة الحسكة وتقع على “ممر حيوى” كان يربط مناطق سيطرة الجهاديين فى سوريا بتلك الموجودة فى العراق.
وكتب بريت ماكغورك، مبعوث الولايات المتحدة الى التحالف الدولى، على تويتر “للمرة الأولى خلال أربع سنوات، لم تعد الدشيشة، بلدة شكلت معبراً سئ السمعة للسلاح والمقاتلين والإنتحاريين بين العراق وسوريا، تحت سيطرة إرهابيى تنظيم الدولة الإسلامية”.
وبعد خسارته الجزء الأكبر من مناطق سيطرته فى سوريا، لم يعد تنظيم الدولة الإسلامية يتواجد الا فى جيوب محدودة موزعة بين البادية السورية ومحافظة دير الزور وجنوب البلاد.

اترك رد
مصر الطقس من أخر الأسبوع